وَعَنْ سَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى - أَوْ حَصًى - تُسَبِّحُ
بِهِ، فَقَالَ: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا - أَوْ
أَفْضَلُ - »، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ،
وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَْرْضِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ
مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ،
وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلاَ
إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ
مِثْلُ ذَلِكَ»([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ.
وقوله: «فَإِنَّهُنَّ
مَسْئُولاَتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ»: عقد التَّسبيح بالأصابع أولى؛ لأنهنَّ مسئولات
ومستنطقات يوم القيامة حينما تنطق الأعضاء، وتشهد لأصحابها.
وهذا الحديث فيه أيضًا نوع آخر مما يستعان به على عدِّ التَّسبيح بعد الصَّلاة، وهو النوى أو الحصى، يعينه ذلك على ضبط العدد، ونوع ثالث أرشد إليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم وهو أن يقول: «لا إله إلاَّ الله عدد ما خلق في السماء، لا إله إلاَّ الله عدد ما خلق في الأرض، لا إله إلاَّ الله عدد ما خلق بينهن» يعني: بين السماء والأرض، فيعلق العدد بالمخلوقات، ويحصل له الأجر بعدد هذه المخلوقات التي ذكرها، يحصل له أجر بعددها، وهذا أفضل من العد بالنوى والحصى، هذا أكثر بكثير، وذكر ثماني جمل، ثمانية أنواع من الأذكار: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله»، فإذا قلت: عدد
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1500)، والترمذي رقم (3568)، وأبو يعلى رقم (710).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد