وَعَنْ صَفِيَّةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ
يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلاَفِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، قَالَ: لَقَدْ سَبَّحْتِ
بِهَذِهِ، ألا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى
عَلِّمْنِي. فَقَالَ: قُولِي: «سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ»([1]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
كذا وعدد كذا وعدد
كذا، هذه الكلمات يحصل لك من الأجر بعدد هذه المخلوقات العظيمة. هذا فضل عظيم،
وهذا أيسر من إحضار الحصى والنوى، أيسر لتعلقه بعدد هذه المخلوقات.
وقوله: «أَنَّهُ
دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا
نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ»: الرَّسول لم ينكر عليها ذلك أنَّها تحضر
حصى أو نوى تعد به التسبيح؛ لكنه أرشدها إلى ما هو أيسر من ذلك.
وقوله: «عَدَدَ مَا
خَلَقَ»: عدد ما هو خالق في المستقبل.
وقوله: «سُبْحَانَ
الله عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي
الأَْرْضِ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ الله عَدَدَ
مَا هُوَ خَالِقٌ، وَالله أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لله مِثْلُ ذَلِكَ،
وَلاَ إلَهَ إلاَّ الله مِثْلُ ذَلِكَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بالله
مِثْلُ ذَلِكَ»: هذه ثمان جمل من الذكر.
قوله: «وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلاَفِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا»: هذا من النوع الأول، إلاَّ أنَّها نوى كثيرة، أربعة آلاف نواة، هذا يدل على رغبة الصحابة في الأجر ومحبتهم لذكر الله عز وجل رجالاً ونساءً.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3554).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد