عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ
الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فِي الصَّلاَةِ حَتَّى نَزَلَتْ ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البَقَرَة: 238] فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ،
وَنُهِينَا عَنِ الْكَلاَمِ»([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ، وَلِلتِّرْمِذِيِّ فِيهِ: «كُنَّا نَتَكَلَّمُ
خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ»([2]).
هذا يدل على أنَّهم
كانوا في الأول يباح لهم الكلام في الصَّلاة، في أوَّل الإسلام يكلِّم الرّجل من
بجانبه بما يريد من الكلام، كما يكلمه خارج الصَّلاة. هذا في أوَّل الإسلام، حتَّى
نزل قوله تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ
لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ أي: ساكتين عن الكلام.
فالقنوت يطلق على
معانٍ:
يطلق على السُّكوت،
كما في هذا الحديث، حيث فسر به الآية: ﴿قَٰنِتِينَ﴾.
ويطلق ويراد به طول
القيام: ﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ
ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦ﴾ [الزمر: 9] يراد بالقنوت هنا:
طول القيام.
ويطلق أيضًا القنوت
ويراد به: الخشوع في الصلاة.
ويطلق القنوت ويراد
به: الدعاء، مثل: قنت يدعو على أهل مكة. قنت صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو على
أناس بمكة، فيطلق ويراد به الدعاء.
والمراد هنا: القنوت الذي بمعنى: السكوت عن الكلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد