وقوله: «كُنَّا
نَتَكَلَّمُ خَلْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ»: هذه
الرواية تبين أن هذا كان بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس معناه أنهم
يتكلمون في الصَّلاة في غير حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى لا يقال: إنه لم
يقرهم على ذلك؛ بل هم تكلموا وهم وراء الرسول صلى الله عليه وسلم وأقرهم، هكذا
كانوا في أول الإسلام.
وبين كيف الكلام في
الصَّلاة أنَّ الرجل يكلم مَن بجانبه، وليس مطلق الكلام، يتكلم ويقيم حوارات ويأتي
بأخبار، لا، يكلم من بجانبه فقط؟!
قال المصنف: «وَهَذَا
يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تَحْرِيمَ الْكَلاَمِ كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ
الْهِجْرَةِ؛ لأَنَّ زَيْدًا مَدَنِيٌّ»: سورة البقرة مدنية، فدلَّ على أنَّهم
كانوا يتكلمون في الصَّلاة وهم في مكة، فلما هاجروا إلى المدينة ونزلت سورة البقرة
نسخ ذلك، «لأَِنَّ زَيْدًا مَدَنِيٌّ»: زيد بن أرقم من أهل المدينة.
وقوله: «وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ خَلْفَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ إلَى أَنْ نُهُوا»: إلى أن نُهوا، حتَّى في المدينة أوَّل الهجرة، فكانوا يتكلمون في مكة وفي المدينة في أوَّل الهجرة حتى نزلت الآية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد