وهذا فيه: أنَّ من صفَّق من الرجال فقد تشبَّه بالنِّساء، وقد لعن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنِّساء، وأيضًا التصفيق للرجال فيه
تشبه بالكفار والمشركين، أنَّهم كانوا يصفقون عند البيت، عند الكعبة: ﴿وَمَا
كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ﴾ [الأنفال: 35] المُكاء: هو الصفير، والتصدية: هي التصفيق، هذا
من فعل الجاهلية: ﴿إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ﴾.
وسبحان الله الظاهرة
الآن هذه موجود في المحافل، يصفرون ويصفقون، شيء تسمعونه ويتكرر، فهو سنَّة جاهلية
فلا يجوز، ولذلك ورد علينا من الغرب، من ورثة الكُفَّار، ما وردّ علينا من الصَّحابة
ولا من المسلمين، إنَّما ورد علينا من الغرب؛ لأنَّ الغرب هم الذين يرثون الكفار،
يتشبهون بالكفار - نسأل الله العافية - فيجب التنبه لهذه العادة السيئة، وأن تختفي
من مجتمع المسلمين.
وفيه: دليل على أنَّ صوت
المرأة فتنة، فالمرأة لا يُسمع صوتها، ولذلك لا تكون المرأة إمامًا في الصَّلاة
للرجال، وإذا سهى الإمام فإنَّها تنبهه بالتصفيق ولا تسبح في التنبيه، الرجال
يرفعون أصواتهم بالتلبية والنِّساء تسر صوتها، تلبي بينها وبين نفسها وتسمع نفسها
بالتلبية.
أيضًا المرأة لا تؤذن ولا تقيم الصَّلاة، إنَّما هذا من خصائص الرجال، كلّ هذا يدل على: أنَّ المرأة لا ترفع صوتها بحضرة الرِّجال إذا كان يترتب عليه فتنة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد