وفيه: إطالة صلاة الليل،
خصوصًا إذا كان الإنسان يصلي وحده، فإنِّه يطيل، أمَّا إذا كان يصلي بجماعة فإنَّه
يراعي أحوالهم، ولا يشقُّ عليهم، إلاَّ إذا كانوا يؤثرون ذلك، فلا بأس، الذين صلوا
مع النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يتلذذون بصَّلاة الرَّسول، وبقراءة الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، إذا كان المصلون في جماعة يرغبون في هذا فلا بأس، يطيل بهم.
وفيه: دليل على تعادل
الصَّلاة، فإذا أطال القيام يطيل الرُّكوع ويطيل السُّجود، وإذا خفف القيام يخفف
الركوع ويخفف السجود، تكون صلاته متعادلة.
وأمَّا قوله في
ركوعه وسجوده: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ
وَالْعَظَمَةِ»: هذا ثناء على الله.
فـ«الْجَبَرُوتِ»:
هو القهر والغلبة، الله جل وعلا هو القهار، وهو الجبار؛ لأنَّ هذا من كماله -
لأنَّه بحقٍّ، ليس تجبرًا على النَّاس بغير حقٍّ، كما يفعل الظلمة، وإنَّما هذا من
حقِّه.
«وَالْكِبْرِيَاء»: هو جل وعلا
المتكبر ذي الكبرياء، وهذه أيضًا مما يليق بجلال الله، فهو كبرياء بحقٍّ، وكبر
بحقٍّ.
وأمَّا استكبار
المخلوق هذا بغير حقٍّ فلا يجوز، المخلوق ضعيف كيف يتكبر وهو ضعيف؟.
فالكبرياء والكبر من
المخلوق مذمومان؛ لأنَّه بغير حقِّ، وأمَّا الكبرياء والكبر من الله جل وعلا فهو
محمود لأنَّه بحقٍّ، ومن كماله.
***
الصفحة 5 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد