وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ
التَّلَفُّتِ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ
مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.
وَعَنْ أَبِي
ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ
اللَّهُ عز وجل مُقْبِلاً عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فإن
التفت انْصَرَفَ عَنْهُ»([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.
وهذا أيضًا في النهي
عن الالتفات في الصَّلاة، وتعليل ذلك؛ لأنه اختلاس يختلسه الشيطان.
والاختلاس: هو أخذ الشيء خفية
أو بسرعة. ربما يكون هو الخطف أيضًا، وفي تعليل كونهِ من الشيطان تنفير منه،
الشيطان يحرص على أن يعرض للمصلي ليشوش عليه صلاته، ومن ذلك أنه يغريه بالالتفات.
وهذا تعليل آخر للنهي عن الالتفات في الصَّلاة: أنَّه هلكة، أنه اختلاس من الشيطان، وأنه إعراض عن الله جل وعلا، وهذا أشد، فإن الله جل وعلا ينصب وجهه الكريم قِبَل وجه عبده المصلي، يسمع مناجاته، يرى ركوعه وسجوده وتقلبه بين يديه، فإذا التفت، فإنه قد انصرف عن الله عز وجل، فالله جل وعلا يصرف وجهه عنه؛ «لأن الْجزاء من جنس العمل»، فإذا أقبل على الله أقبل الله عليه، وإذا أعرض عن الله أعرض الله عنه، هذا فيه: التحذير من الالتفات في الصلاة؛ لأنه إعراض عن الله جل وعلا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد