وَعَنِ
الْمِقْدَادِ بْنِ الأَْسْوَدِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى عُودٍ وَلاَ عَمُودٍ وَلاَ شَجَرَةٍ
إلاَّ جَعَلَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الأَْيْمَنِ أَوِ الأَْيْسَرِ وَلاَ يَصْمُدُ لَهُ
صَمْدًا»([1]).
وَعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي
فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ»([2]). رَوَاهُمَا
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
هذا ما ترجم له
المؤلف رحمه الله: أنَّه يميل عن السترة المنتصبة أمامه، لا يصمد إليها، يعني: لا يقصد
إليها قصدًا، وإنَّما يميل عنها يمينًا أو شمالاً لئلا يتشبه بمن يعبدون الأشجار
والأحجار.
وقوله: «إلَى عُودٍ،
وَلاَ عَمُودٍ، وَلاَ شَجَرَةٍ»: يعني: شيء مرتفع.
وقوله: «إلاَّ جَعَلَهُ
عَلَى حَاجِبِهِ الأَْيْسَرِ أَوِ الأَْيْمَنِ» يعني: يميل عنها عن يمينه أو
عن يساره.
وقوله: «وَلاَ يَصْمُدُ
لَهُ صَمْدًا»: لا يقصد إليه قصدًا.
هذا دليل على: أنَّ السترة ليست
واجبة، وإنَّما هي مستحبة؛ لأنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «صَلَّى فِي
فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ»: ليبين الجواز لأمَّته عليه الصلاة
والسلام.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (693)، والبيهقي رقم (3472).
الصفحة 8 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد