وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ
يَجِدْ شَيْئًا، فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا،
فَلْيَخُطَّ خَطًّا، وَلاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.
وهذا يبين أيضًا
تأكيد اتخاذ السترة، وأنَّها حسب الإمكان، لا يكلف الإنسان نفسه ولا يرهقها حتى يأتي
بسترة من مكان بعيد، أو يحملها معه، بل أي شيء يستخدمه كسترة، فإذا وجد ما يكون
أمامه مرتفعًا قدر مؤخرة الرحل من حجر أو شجرة أو عصًا يركزه أمامه، فإذا لم يجد
شيئًا من ذلك فإنَّه يخط أمامه خطًّا، يكون سترةً له، فهذا دليل على التيسير -
والحمد لله - وعدم التكلف.
وقوله: «إذَا صَلَّى
أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا» يعني: أي شيء، يجعل
تلقاء وجهه شيئًا، حجر، عصا، رحل، شجرة، أي شيء.
وقوله: «فَإِنْ لَمْ
يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا»: فإذا لم يجد شيئًا مرتفعًا فإنَّه ينصب عصا،
يعني: يركزه في الأرض كالعَنَزَة والحربة كما سبق.
وقوله: «فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا»: إذا لم يكن معه شيءٌ مرتفع ولا عصا،
يخط خطًّا أمامه في التراب، ويصلي إليه.
وقوله: «وَلاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ»: هذه فائدة السترة، أنَّه لا يضره ما يمر من ورائها، فدل على: أنَّه إذا لم يصلِّ إلى سترة، أو ترك من يمر بينه وبين سترته، أنَّ هذا يضر بصلاته، يعني: ينقص ثوابها، ليس المعنى أنَّه يبطلها؛ لكن ينقص ثوابها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (689)، وابن ماجه رقم (943)، وأحمد رقم (7392).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد