×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلاَتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الأَْسْوَدُ» قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الأَْسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الأَْحْمَرِ مِنَ الْكَلْبِ الأَْصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: «الْكَلْبُ الأَْسْوَدُ شَيْطَانٌ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ.

 

قوله: «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ»: يعني: اختلفوا في كلمة «يَقْطَعُ»: هل هو قطع إبطال أو قطع نقصان؟ الجمهور على أنَّه قطع نقصان، وليس قطع إبطال.

قوله: «وَيَقِي مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ مُؤخِرَةِ الرَّحْلِ»: هذه زيادة مسلم رحمه الله تدل على: أنَّه إذا مر الكلب أو الحمار أو المرأة من وراء السترة، أنَّ هذا لا يضر، وتكون السترة كما سبق بمقدار مؤخرة الرحل.

فدلَّ على: أنَّ مرور هؤلاء الثلاثة إنَّما يكون محظورًا إذا كان بدون سترة.

قوله: «وَالْكَلْبُ الأَْسْوَدُ»: الحديث الذي قبله الكلب مطلقًا، وهذا قيده بالكلب الأسود.

قوله: «الْكَلْبُ الأَْسْوَدُ شَيْطَانٌ»: من شياطين الدواب، شيطان ليس من شياطين الجن؛ بل من شياطين الدواب، الدواب فيها شياطين.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (510).