وَعَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي
حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عُمَرُ،
فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَرَجَعَ، قَالَ: فَمَرَّتْ ابْنَةُ أُمِّ
سَلَمَةَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَمَضَتْ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هُنَّ أَغْلَبُ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ.
قوله: «عَبْدُ الله
أَوْ عُمَرُ»: عبد الله بن أبي سلمة أو عمر بن أبي سلمة؛ لأنَّ أمَّ سلمة كانت زوجة
لأبي سلمة رضي الله عنه، فتوفي عنها، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فصار أولادها ربائب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «فَقَالَ
بِيَدِهِ هَكَذَا» يعني: يردهما، «فَرَجَعَ»: عبد الله أو عمر، امتثلا
ورجعا فحصل المقصود.
وقوله: «فَمَرَّتْ
ابْنَةُ أُمّ سَلَمَةَ»: أمَّا المرأة ما هي مشكلة تغلب، المرأة ما امتنعت،
البنت ما امتنعت مثل الرجل أو مثل الذكر.
وقوله: «فَمَضَتْ»
يعني: مضت بين يديه، ولم تمتنع كما امتنع أخواها.
وقوله: «هُنَّ
أَغْلَبُ» يعني: النِّساء يغلبن، عندهنَّ عناد، هذا الأصل فيهنَّ.
والشاعر يقول:
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعجبه هذا البيت ويردده:
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (948)، وأحمد رقم (26523)، والطبراني رقم (851).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد