×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ وَادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»([1]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

 

هذا يفسر ما سبق، الذي يقطع الصَّلاة فيما سبق، أنَّ المراد قطع معنوي وليس قطعًا حقيقيًّا، بدليل هذا الحديث: «لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ» يعني: لا يقطعها قطع إبطال، لا يبطلها، هذا دليل الجمهور.

وقوله: «وَادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ»: يعني: امنعوا المار كما سبق؛ ولكن لو مرَّ فإنَّه لا يقطع الصلاة، وإنَّما المراد بالقطع فيما سبق: النقص، يعني: يحصل النقص في الصلاة، - الحمد لله - هذا من التيسير.

وقوله: «فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»: ادرءوا ما استطعتم، فإنَّ المار المعاند شيطان، يعني: عنده شيطنة، وإن لم يكن من شياطين الجنَّ، من شياطين الإنس، هذا دليل على: ذم المرور بين يدي المصلي من غير ضرورة، أنه عمل شيطان، فيدل على شدة تحريم المرور بين يدي المصلي، مع ما سبق: «أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ» هذا فيه تغليظ للمرور بين يدي المصلي من غير ضرورة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (719).