وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ وَادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا هُوَ
شَيْطَانٌ»([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
هذا يفسر ما سبق، الذي يقطع
الصَّلاة فيما سبق، أنَّ المراد قطع معنوي وليس قطعًا حقيقيًّا، بدليل هذا الحديث:
«لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ» يعني: لا يقطعها قطع إبطال، لا يبطلها،
هذا دليل الجمهور.
وقوله: «وَادْرَءُوا
مَا اسْتَطَعْتُمْ»: يعني: امنعوا المار كما سبق؛ ولكن لو مرَّ فإنَّه لا يقطع
الصلاة، وإنَّما المراد بالقطع فيما سبق: النقص، يعني: يحصل النقص في الصلاة، -
الحمد لله - هذا من التيسير.
وقوله: «فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»: ادرءوا ما استطعتم، فإنَّ المار المعاند شيطان، يعني: عنده شيطنة، وإن لم يكن من شياطين الجنَّ، من شياطين الإنس، هذا دليل على: ذم المرور بين يدي المصلي من غير ضرورة، أنه عمل شيطان، فيدل على شدة تحريم المرور بين يدي المصلي، مع ما سبق: «أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ» هذا فيه تغليظ للمرور بين يدي المصلي من غير ضرورة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (719).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد