وَعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ،
وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الاِحْتِلاَمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ
يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْتُ، وَأَرْسَلْتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ
فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ.
هذا عبد الله بن
عباس وكان صغيرًا شابًّا، كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في منى
في حجَّة الوداع في مسجد الخيف، فمر عبد الله «عَلَى أَتَانٍ»: يعني: حمارة
بين يدي بعض المصلين، ثُمَّ نزل عنها وتركها ودخل في الصف، ولم ينكر عليه صلى الله
عليه وسلم.
فدلَّ على: أنَّ سترة الإمام
سترة لمن وراءه؛ لأنَّه مرَّ بين يدي بعض المصلين ولم ينكر عليه الرسول، مع أنَّ
هذا حمار قد سبق أنَّه يقطع الصَّلاة، فدلَّ على أن المرور بين يدي المأموم لا
يضر.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (76).
الصفحة 5 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد