عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، والمُهاجِرون همُ الَّذين هاجَروا مِن دِيارِهم إلى المَدينةِ، هاجَروا إلى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وتركوا دِيارَهم وأوطانَهم فِرارًا بدِينِهم، ونُصرَةً لرَسُولِهم، فهُم أفضَلُ الصَّحابةِ؛ لأنَّهم تَركوا أموالَهم وأولادَهم وديارَهم، وهاجروا طاعةً للهِ سبحانه وتعالى، فهل بعْدَ هذا البَذْلِ بَذْلٌ؟ ليس بعدَ هذا البَذْلِ بَذْلٌ، ثمَّ الأنصارُ الَّذينَ آوَوْا، ونَصرُوا، وفَتحُوا دِيارَهم وبُيوتَهم وقُلوبَهم لإخوانِهمُ المُهاجِرينَ، وواسَوْهُم، وأحْبَوْهم، فلهمُ الفَضْلُ بعدَ المُهاجرينَ، لأنَّهم أنصارُ اللهِ، وأنصارُ رسولِه، وأنصارُ أهلِ الإيمانِ، قالَ تَعالى فيهم: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ﴾ [الحشر: 9]. هؤلاءِ همُ الأنصارُ. ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100] أي: الَّذينَ اتَّبعوا المُهاجرينَ والأنصارَ ممَّن يأتي بَعدَهم إلى يومِ القِيامةِ، لكنْ قيَّدَ اتَّباعَهم بإحسانٍ؛ لأنَّ بعضَ النَّاسِ يَزعُمُ أنَّه يَتَّبِعُ المُهاجرينَ والأنصارَ، لكنْ لا يُحْسِنُ الاتِّباعَ، بل إمَّا أنْ يَغْلُو، ويَزيدَ على ما هم عليه، ويقول: هذا مَذهبُ المُهاجِرينَ والأنصارِ، وإمَّا أنْ يَجْفُوَ، ويُقَصِّرَ عمَّا هم عليه، فقيَّدَ الاتِّباعَ بإحسانٍ، بمَعْنى أنَّه يُتقِنُ الاتِّباعَ مِن غيرِ إفراطٍ، ومِن غيرِ تَفريطٍ، لا يُفرِّطُ، ولا يَغْلُو، ويُضيِّعُ، فهذا ليس من أتْباعِ المهاجرينَ والأنصارِ، ولا يُقصِّرُ ويَجْفُو عمَّا هم عليه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد