وما قالَهُ
أئمَّةُ الهُدَى بعدَ هؤلاءِ الَّذينَ أجْمَعَ المُسلمونَ على هِدايَتِهم
ودِرايَتِهم، وهذا هو الواجِبُ على جميعِ الخَلقِ في هذا البابِ وغيرِه.
****
أي: نقولُ: ما قالَهُ أئمَّةُ
الهُدَى منَ العُلماءِ الَّذين جاؤُوا بعدَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ منَ الأئمَّةِ،
كالأئمَّةِ الأربعَةِ، وغيرِهم منَ الأئمَّةِ الَّذين سارُوا على هذا المَنهجِ،
وقاموا به ممَّن جاءَ بَعدَهم مِن سائِرِ الأئمَّةِ، وهمْ وللهِ الحَمْدُ كثرةٌ
كاثرةٌ ووفْرَةٌ وافِرةٌ، وللهِ الحَمدُ، فالأئمَّةُ والمُجَدِّدُون، والعُلماءُ
الرَّبَّانيُّونَ مُتوفِّرُون في هذه الأمَّةِ، وللهِ الحَمدُ.
أجمعَ المُسلمونَ على هِدايةِ هؤلاءِ الأئمَّةِ، يعني إصابَتَهمُ الحقَّ ودِرايَتَهم،
أي: فَهْمَهم، فهُمْ عندَهم عِلْمٌ وعَمَلٌ واتِّباعٌ؛ لأنَّ بعْضَ النَّاسِ عنده
عِلمٌ، لكن ليسَ عندَه عَملٌ، وبعضُ النَّاسِ عندَه عملٌ، لكنْ ليسَ عندَه عِلْمٌ،
أمَّا هؤلاءِ الأئمَّةُ فجَمَعوا بينَ الأَمْرَيْن: العِلمِ والعَملِ.
أي: هذا هو الواجِبُ عليك أنْ تقولَ ما قالَهُ اللهُ، وقالَهُ رسولُ اللهِ، وقالَه المُهاجِرونَ والأنصارُ والَّذينَ اتَّبعُوهم بإحْسانٍ، في كلِّ أُمورِ الدِّينِ، وفي آياتِ الصِّفاتِ وأحاديثِها بالخُصوصِ، أمَّا مَن خالَفَ ذلكَ، فإنَّه مِن أهْلِ الضَّلالِ وأهْلِ الزَّيْغِ والانحِرافِ. فالواجِبُ عليك في بابِ الأسماءِ والصِّفاتِ، وبابِ العَقيدةِ والتَّوحيدِ، وفي الدِّينِ عُمومًا أن تَتَّبِعَ هذا الأصْلَ، وهو مَنهجُ السَّلفِ الصَّالحِ منَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ والأئمَّةِ المَهْديِّين، ولا تَنحرِفَ عنه، أو تَزعُمَ لنَفْسِك أنَّك أُعطِيتَ شَيئًا لم يَصِلوا إليه، أو أنَّك فَهِمْتَ أحْسنَ مِن فَهْمِهم، لأنَّ بعضَ النَّاسَ يأتي بأشْياءَ من عندِه، لم يَقُلْها السَّلفُ، ولا قالَها أهْلُ
الصفحة 3 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد