وفِي الأَحادِيثِ الصِّحَاحِ والحِسَانِ ما لا يُحْصَى،
****
لمَّا ذَكرَ الأدِلَّةَ مِن القرآنِ بَيَّنَ رحمه الله أنَّ فِي السُّنَّةِ
كذلك أحادِيثَ صَحِيحةً عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَيُحتَجُّ بها عَلَى
صفاتِ اللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّ الحديثَ الحسَنَ مِن قِسمِ الصَّحِيحِ؛ لأنَّ
السُّنَّةَ وَحْيٌ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى، وليستْ مِن ابتداعِ الرَّسُولِ صلى
الله عليه وسلم، بمعنَى: أنَّ الرَّسُولَ هو الَّذِي اخترَعَها أو قالَها مِن
عِندِه، وإِنَّما هيَ وَحْيٌ مِنَ اللهِ عز وجل:﴿وَمَا
يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾[النجم: 3- 4]، وقد
أخبرَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فِي أحاديثَ كثيرةٍ وَصْفَ رَبِّهِ بالعُلُوِّ
والاستواءِ، كما يأتي.
والسُّنَّةُ النَّبويَّةُ هي الوَحْيُ الثَّانِي بعدَ القرآنِ؛ قالَ الله عز وجل:﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾[الحشر: 7]، وقالَ سبحانه وتعالى:﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا﴾[النساء: 80]، وقال سبحانه وتعالى:﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ﴾[النور: 54]، إِلَى غيرِ ذلِكَ. فَسُنَّةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم حُجَّةٌ قاطعةٌ، وهي الوحيُ الثَّاني بعدَ القرآنِ الكريمِ، وهي تُفسِّرُ القرآنَ، وتُوضِّحُه، وتَدلُّ عليهِ وتُبيِّنُه؛ فهي بيانٌ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم للقرآنِ؛ لأنَّ اللهَ وَكلَ إِلَى نَبِيِّهِ بيانَ هذا القرآنِ:﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾[النحل: 44]، وقد بُيِّنَ صلى الله عليه وسلم غايةَ البيانِ، وعَلَى رأسِ ذلكَ العقيدةُ، فإنَّهُ صلى الله عليه وسلم بَيَّنَها غايةَ البَيانِ، ووَضَّحَها غايةَ الإيضاحِ، وتَركَ أُمَّتَهُ عَلَى البَيضاءِ، لَيلُها كَنهارِها.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد