مِثْلُ
قِصَّةِ مِعراجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَبِّهِ ([1])،
ونُزُولِ الملائِكَةِ مِن عِندِ اللهِ وصُعُودِها إِلَيهِ ([2])،
وقَوْلِ المَلائِكَةِ الَّذِينَ يَتعاقَبُونَ فيكُم باللَّيلِ والنَّهارِ،
****
مِن ذلك قِصَّةُ المعراجِ،
والمِعراجُ: مِفعالٌ مأخُوذٌ مِن العُروجِ، وهو الصُّعودُ إِلَى أعَلَى، فإنَّ
النبيَّ صلى الله عليه وسلم عُرِجَ به مِن بيتِ المَقدسِ إِلَى السَّماءِ مع
جبريلَ عليه السلام، وجازُوا السَّبعَ الطِّباقَ، وانتهَى إِلَى مكانٍ خاطبَ فيه الرَّبَّ
سبحانه وتعالى، وكلَّمَهُ رَبُّهُ، وهذا مَذكورٌ فِي أوَّلِ سُورةِ النَّجمِ:﴿أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا
يَرَىٰ ١٢وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤عِندَهَا
جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ ١٥إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ ١٦مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ
وَمَا طَغَىٰ ١٧لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ ١٨﴾[النجم: 12- 18]،
فالمِعراجُ ذُكِرَ فِي أوَّلِ سُورةِ النَّجمِ، أمَّا الإسراءُ: وهو نَقْلُهُ صلى
الله عليه وسلم مِنَ المسجدِ الحرامِ ليلاً إِلَى المَسجدِ الأقْصَى فهذا مَذكورٌ
فِي أوَّلِ سُورةِ الإسراءِ، قالَ سبحانه وتعالى:﴿سُبۡحَٰنَ
ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ
هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الإسراء: 1].
والشاهِدُ مِن هذهِ القِصَّةِ: ذِكرُ العُروجِ؛ لأنَّ العروجَ
لا يكونُ إِلاَّ إِلَى أعَلَى، فدلَّ عَلَى أنَّ اللهَ عز وجل فِي العُلُوِّ، وأنَّ
الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم عُرجَ به إليه.
مِنَ السُّنَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى العُلُوِّ الأحاديثُ الَّتِي فيها ذِكْرُ نُزولِ الملائكةِ مِن عندِ اللهِ عز وجل، وصُعُودُهم إليهِ، مِثْل: الملائكة الحَفَظَة الَّذِينَ يَنزِلُونَ كُلَّ يومٍ، مِنهم مَن يَنزِلُ الفَجْرَ، ويَستمرُّ معنا إِلَى صلاةِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (319)،ومسلم رقم (163).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد