فَيَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا
فيكُم إِلَى رَبِّهِم؛ فيَسألُهُم، وهو أَعْلَمُ بهِم ([1]).
وفِي الصَّحِيحِ فِي حَدِيثِ الخَوارِجِ: «أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا
أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً» ([2]).
****
العَصْرِ، ومنهُم مَن يَنزِلُ
العَصْرَ، ويَستمرُّ مَعنا إِلَى الفَجْرِ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ
مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ» يُحصُونَ أعْمالَ بَنِي
آدَم،﴿ وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ
لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾[الانفطار: 10- 12].
الخوارجُ: طائفةٌ خَرجَتْ عَلَى المسلمينَ. ومَذهَبُهُم أنَّهم لا يَرَوْنَ السَّمعَ
والطَّاعةَ لِوَلِيِّ الأمرِ، ويُكَفِّرُونَ المسلمينَ بالكبائِرِ الَّتِي دُونَ
الشِّركِ، وَيَستحِلُّونَ دِماءَهُم وأموالَهُم.
وهي طائفةٌ قَبِيحةٌ، أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِها أينما وُجِدَتْ، وقد خَرجَتْ بَذْرَتُهُم فِي عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقدْ جاءَهُ رَجلٌ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقسِّمُ الغنائِمَ، وقالَ له: يا مُحَمَّدُ اعدِلْ، فإنَّكَ لم تَعدِلْ. قال صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ» ([3]) ثُمَّ قالَ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ»، أي: اللهُ عز وجل ائْتَمَنَهُ عَلَى الوحيِ، فكيفَ لا يأتَمِنُه الخَلْقُ عَلَى قَسْمِ الغنائمِ، وهو الأمينُ صلى الله عليه وسلم، أَمَّنَهُ اللهُ عَلَى وَحْيِهِ، وأمَّنَهُ عَلَى رِسالَتِهِ، فهو الأمينُ صلى الله عليه وسلم، فهذا مَذهبُ الخوارجِ: أنَّهُم يَطعَنُونَ حتَّى فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لما ذهبَ الرَّجلُ: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد