السَّهْمُ مِنَ
الرَّمِيَّةِ وَأَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ
ثَمُودَ» ([1])؛ لأنَّهُم
طائفةٌ تَشُقُّ عَصا الطَّاعَةِ، وتُفَرِّقُ جَمْعَ المُسلِمينَ، وَتُكَفِّرُ
المسلمينَ، وَتَسْتَحِلُّ دِماءَهُم، كَما وَصفَهُم صلى الله عليه وسلم بأنَّهُم
يُقاتِلُونَ أهْلَ الإيمانِ، وَيَدْعُونَ أهْلَ الأَوْثانِ.
فالخَوارِجُ عَلَى طُولِ عَهدِهِم وامتدادِ تارِيخِهِم ما قاتَلُوا
الكُفَّارَ أبدًا، وإِنَّما يُقاتِلُونَ المسلمينَ، كما حَصلَ فِي عهدِ عَلِيِّ
بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه ومَن جَاءَ بَعدَهُ، فإنَّهُم يُقاتِلُونَ المسلمينَ
عَلَى امتدادِ التَّارِيخِ، ولا يُقاتِلونَ الكُفَّارَ مع المسلمينَ، هذه
صِفَتُهُم: أنَّهُم يُكفِّرُونَ المسلمينَ، وَيَستحِلُّونَ دِماءَهُم وأموالَهُم،
يَشُقُّونَ عصا الطَّاعةِ، وَيعصُونَ قَوْلَ اللهِ عز وجل:﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾[النساء: 59]، وأنَّهُم يَستحِلُّونَ دِماءَ المسلمينَ،
يُكفِّرونَ بالذُّنوبِ الَّتِي دُونَ الشِّرْكِ: كالزِّنا، والسَّرقَةِ، وشُرْبِ
الخَمْرِ، يُكفِّرُونَ بهذهِ الذُّنوبِ. مَن فعلَها عِندَهُم فهو كافرٌ -نسألُ
اللهَ العافيةَ- وهذا نتيجةٌ للجَهْلِ؛ لأنَّهُم عِندهم عبادَةٌ وحَماسٌ، لكن ليس
عِندَهم عِلْمٌ، والجهلُ آفةٌ، والعبادةُ إذا لم تَكُنْ عَلَى عِلْمٍ، فهي ضلالٌ،
والاجتهادُ إذا لم يَكُنْ عَلَى فِقْهٍ، فهو ضَلالٌ، لا بُدَّ مِنَ العِلْمِ، ولا
بُدَّ مِن الفِقْهِ؛ ولهذا يقولُ ابنُ القيِّمِ فيهم ([2]):
ولهم نُصوصٌ
قَصَّرُوا فِي فَهْمِها |
|
فاتُوا مِنَ
التَّقْصِير فِي العِرْفانِ |
([1])أخرجه: البخاري رقم (3344)، ومسلم رقم (1064).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد