اللهُ سبحانه وتعالى يقُولُ:﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩﴾ [البقرة: 38- 39]، فاللهُ أرْجَعَنا إلى الهُدَى الَّذي يُنَزِّلُه عَلَى رُسُلِهِ، ما يتعَلَّقُ باللهِ سبحانه وتعالى وبأسْمَائِه وصِفَاتِه هَذَا لا يمْكِنُ معْرِفَتُه إلاَّ مِنْ طَرِيقِ الوَحْي؛ لأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يقُولُ:﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110]، ويقُولُ سبحانه وتعالى:﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 74]، فلاَ يُقَالُ في حقِّ اللهِ وأسْمَائِه وصِفَاتِه إلاَّ عن طَرِيقِ الوَحْي المُنزَّل منَ اللهِ؛ لأنَّ اللهَ أعْلَم بنَفْسِه منْ خَلْقِه، والرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أعْلَمُ الخَلْق باللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّ اللهَ أرْسَلَه، وأنْزَلَ عَلَيْه الكِتَابَ لِيُبيِّنَهُ للنَّاسِ. فالمَرْجِع إلى الكِتَاب والسُّنَّة، وكَذَلِكَ في سَائِر عُلُومِ الغَيْبِ، العُلُوم المَاضِيَة والمُسْتَقْبَلة، كلُّ هَذِهِ مِنْ عُلُومِ الغَيْبِ، لاَ نَقُولُ فِيهَا إلاَّ بمَا دَلَّ عَلَيْهِ الكِتَاب والسُّنَّة، ولاَ نَنْفِي ونُثْبِتُ بعُقُولِنَا وأفْكَارِنَا؛ لأنَّ هَذَا شَيْءٌ لا تُدْرِكُه العُقُولُ ولا تُحِيطُ به الأفْهَامُ، وإنَّما عِلْمُه مقْتَصِرٌ عَلَى الوَحْي المُنزَّل مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى، والعِلْمِ المُبلَّغِ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، هَذِهِ هي القَاعِدَة في أمُورِ الغَيْبِ أنَّه لا يُتكَلَّم فِيهَا إلاَّ بِوَحْيٍ.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد