×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

يَا سُبْحَانَ اللهِ! كَيْفَ لَم يقُل الرَّسُولُ رضي الله عنه يومًا مِن الدَّهْر، ولاَ أحَد مِنْ سَلَفِ الأمَّةِ: هَذِهِ الآيَاتُ والأحَادِيثُ لا تَعْتقِدُوا مَا دلَّتْ عَلَيْه.

****

 لَمْ يقُل الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم ولاَ قَالَ السَّلفُ الصَّالِحُ: إنَّ هَذِهِ الآيَات الَّتي في أسْمَاءِ اللهِ وصِفَاتِه وتَوحِيدِه ليْسَتْ عَلَى ظَاهِرِهَا، فلاَ تعْتَقِدُوا مَا دلَّتْ عَلَيْه، بلِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنا القُرآنَ، وبلَّغَنا إيَّاهُ، ولَمْ يَقُل لَنَا؛ لاَ تَستَدِلُّوا بِه، الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنا القُرآنَ وبَلَّغَنَا القُرآنَ، وأَمَرَهُ اللهُ أنْ يُبلِّغَه للنَّاسِ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ[الأنعام: 19]، والسَّلَفُ قَرءُوا القُرآنَ، ولَمْ يُشكِلْ عَلَيْهِم، ولاَ تَوقَّفوا عِنْد آيَة مِن آيَاتِه، أبَدًا، وإنَّمَا إذَا أُشْكِلَ عَلَيهِم شَيءٌ، ردُّوهُ إلى الوَاضِح، وفَسَّرُوه بِه؛ لأنَّ كَلامَ اللهِ لاَ يتَنَاقَضُ، يفَسِّر بعْضُهُ بعْضًا، وإذَا كَانَ أحَد لاَ يُحْسِن الاسْتِدْلاَل، فإنَّهُ يَسْأَل أهْلَ العِلْمِ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ[النحل: 43]، هَذِهِ طَريقَةُ السَّلَف، فكَوْنُ اللهِ سبحانه وتعالى لَم يَقُل لَنَا: لا تَعْتَقِدُوا مَا ذَكرْتُه لكُمْ في هَذَا القُرآنِ، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقُل: لاَ تَعتَقِدُوا مَا ذَكَرْتُه في سُنَّتِي، والسَّلَفُ الصَّالِح مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَار والتَّابِعِينَ وأتْبَاع التَّابِعِين والقُرُون المُفضَّلة، مَا أحَد مِنْهُم تَوقَّفَ في هَذِهِ الآيَاتِ، بَلْ قَرءُوهَا، واعْتَقدُوا مَا تدلُّ عَلَيْه، وفَسَّروهَا، ولَمْ تُشْكَلْ عَلَيْهِم، ثمَّ يَأتِي بَعدَ ذَلِكَ حُثالَةٌ من النَّاسِ، ويَأتُونَ بمَنْهَجٍ جَدِيدٍ يخَالِفُ مَا دلَّ عَلَيْهِ القُرْآنُ والسُّنَّة ومَا عَلَيِه السَّلَفُ الصَّالِح، ويقُولُونَ للنَّاسِ هَذَا هُو الهُدَى!!


الشرح