مَعَ مَا ألْقَى الشَّيْطَان
في قُلُوبِ الضَّلاَلِ ابتِدَاءً، مِنْ جِنْسِ مَا ألْقَاهُ في قُلُوبِ أشْبَاهِهِمْ.
****
الإمَامَ أحْمَدَ، وكرَّمَه، وأيَّدَه، فزَالَتِ المِحْنَةُ والحَمْدُ
للهِ، وانتَصَرَ أهْلُ الحَقِّ، وانْدَحَرَ أهْلُ البَاطِلِ.
هُنَاكَ نَاسٌ أهْلُ ضَلاَلٍ، لكِنْ كَانُوا سَاكِتِينَ عَلَى ضَلاَلِهِمْ، فلَيْسَ كلُّ المُجْتَمَعِ يكُونُ صَالِحًا وصَافِيًا، لا بدَّ أنْ يكُونَ فِيهِ منْ أهْلِ الضَّلالِ، لكِنْ إذَا رَأَوْا قُوَّةَ الحَقِّ، سكَتُوا، فإذَا سنَحَتْ لهُمُ الفُرْصَةُ، أظْهَرُوا ما عِنْدَهُم؛ ولذَلِكَ لمَّا عُرِّبتْ هَذِهِ الكُتبُ، ظَهَرَ شرُّهُم واستَعانُوا بِهَا سِلاَحًا في نُحُورِ المسْلِمِينَ، مثْل مَا تُشاهِدُونَ اليَوْمَ لمَّا جَاءَت هَذِهِ الفِتنَةًُ مِنَ الكفَّارِ عَلَى الإسْلاَم وأهْلِ الإسْلاَمِ، ظَهَرَ منَ المُسلِمِينَ مَنْ يُؤيِّدُ الكفَّارَ، ويدْعُو بدَعْوَتِهِم، ظَهَرَ منْ أوْلاَدِ المُسلِمِينَ ومِنَ المنْتَسِبِينَ إلى العِلْمِ مَنِ انْحَازَ إلَى صَفِّ الكُفَّار، يؤَيِّدُهُم، ويُحبِّذُ أفْكَارَهم، ويُروِّجُ لَهَا، هَذِهِ سنَّة اللهِ في خَلْقِه أنَّه يبْتَلِي عبَادَه، ليتَمَيَّز المُؤمِنُ الصَّادِقُ مِنَ المُنافِقِ ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ﴾[التوبة: 16]، ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ﴾ [آل عمران: 179] لاَ نَعْرِفُ أهْلَ الشَّرِّ إلاَّ عِنْد الفِتَنِ.
الصفحة 3 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد