ويُوجَدُ
كثِيرٌ مِنْهَا في كَلاَمِ خَلْقٍ غَيْر هَؤُلاَءِ، مثْل: أبِي عَلِي الجبائيِّ ([1])، وعَبْد
الجَبَّار بْنِ أحْمَدَ الهَمدَانِيِّ ([2])، وأبِي
الحُسَيْن البصْريِّ ([3])، وأبِي
الوَفَاءِ بنِ عقيلٍ ([4])، وأبِي
حَامِد الغزَّاليِّ ([5])،
وغَيْرِهم؛ هِيَ بعَينِهَا التَّأوِيلاَت الَّتي ذكَرَهَا بِشْرٌ المرِّيسيُّ،
ذكَرَهَا في كتَابِه؛ وإنْ كانَ قد يُوجَد في كَلاَم بَعْض هَؤُلاَءِ ردُّ التَّأوِيلِ
وإبطَالُه أيْضًا، ولَهُم كَلاَمٌ حَسَنٌ في أشْيَاء..
****
الشَّيْخ رحمه الله يقُولُ: يُوجَدُ في كَلاَمِ هَؤُلاَءِ شَيْء مِنَ الخَيْر ومِنَ الحَقِّ، ولا ينْبَغِي إذَا كَانَ الإنْسَان لَهُ حسَنَات، وعِنْدَه خَيْر أن نُغْضِي عَنِ البَاطِل الَّذي عِنْدَه والضَّلاَل الَّذي عِنْدَه، بلْ نُبَيِّن هذَا، ولا تتَأثَّر بمَنْ
([1])هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام البصري، أبو علي الجبائي، شيخ طائفة الاعتزال في زمانه، وعليه اشتغل أبو الحسن الأشعري ثم رجع عنه، كان مولده في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة ثلاث وثلاثمائة.
انظر: « وفيات الأعيان » (4/ 367). و« البداية والنهاية » (11/ 125).
([2])هو عبد الجبار بن أحمد أبو الحسن الهمذاني الاستراباذي المعتزلي صاحب التصانيف المشهورة في الاعتزال وتفسير القرآن. توفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة بالري، ودفن في داره.
انظر: « تاريخ بغداد » (16/ 113)، و« سير أعلام النبلاء » (17/ 244، 245).
([3])هو شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف الكلامية أبو الحسن محمد بن علي بن الطيب البصري. توفي ببغداد في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة وقد شاخ.
انظر: « تاريخ بغداد » (3/ 100)، و« وفيات الأعيان » (4/ 271).
([4])هو أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبد الله البغدادي الظفري الحنبلي المتكلم صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. انظر: « الوافي بالوفيات » (20/ 66)، (21/ 218)، و« سير أعلام النبلاء » (19/ 443).
([5])هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي، ولد سنة خمسين وأربعمائة، وتفقه عَلَى إمام الحرمين، وبرع في علوم كثيرة، وله مصنفات منتشرة في فنون متعددة، ومن أشهر مصنفاته كتاب إحياء علوم الدين، فيه أحاديث كثيرة، وغرائب، ومنكرات، وموضوعات، توفي بطوس سنة خمس وخمسمائة. انظر: « البداية النهاية » (12/ 173)، و« طبقات الشافعية الكبرى » للسبكي (6/ 196)، و« الصواعق المرسلة » (3/ 843)، و« شرح الطحاوية » لابن أبي العز (ص 227).
الصفحة 3 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد