×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وصَارَ هَذَا مِثْل قَوْل المُمَثِّل: إذَا كانَ للعالَم صَانِع، فإمَّا أنْ يَكونَ جوْهرًا، أَوْ عرَضًا، وكلاَهُمَا مُحَالٌ: إذ لاَ يُعقَلُ مَوجودٌ إلاَّ هَذَانِ.

****

أصْغَر مِنَ العرْش -تَعالَى اللهُ عمَّا يقُولُونَ-؛ لأنَّ قَوْلَهم هَذَا لاَ يَلِيقُ باللهِ، وإنَّمَا هَذَا فِي المَخْلُوقِ، المَخْلُوق إذَا صَارَ فَوْقَ المَخْلُوق، فَلاَ يَخْلُوا إمَّا أنْ يَكونَ مِثْله أَوْ أكبر مِنْه أَوْ أصْغَر مِنْه، أمَّا الخَالِق فَلاَ يَلْزَم فِي حَقِّه، لمَا بيْن الخَالِق والمَخْلُوق مِنَ الفَرْق، ثُمَّ هَذَا بحْث فِي الكيفيَّة، ونَحْنُ لاَ نعلَمُ الكيفيَّة.

الجوْهَر: هُوَ الَّذِي يَقْوُم بنَفْسه، والعرَض: هُوَ الَّذِي لاَ يَقوم بنَفْسه ([1]) مِثْل: الألْوَان والرَّوَائِح، واللهُ عز وجل مُنَزَّه عنْ هَذَا؛ لأنَّ هَذَا لَمْ يَرِدْ فِي الكتَاب والسنَّة، فنَحْنُ نسكت عنْ ذَلِك.


الشرح

([1])انظر: «الحدود الأنيقة» (ص 71)، قال: «الجوهر: مَا يقبل التحيز، والعرض مَا لاَ يقوم بذاته بل بغيره»، و«غاية المرام» للأسدي (ص 179)، و«مقالات الإسلاميين» للأشعري (ص 301)، و«الجواب الصحيح» (5/ 6).