أَوْ
قَوْلُه: إذَا كانَ مُستَويًا علَى العرْشِ فَهُوَ مُماثِل لاستِوَاء الإنْسانِ
علَى السرِيرِ أَوِ الفُلْك؛ إذ لاَ يُعلَمُ الاستِوَاءُ إلاَّ هكذَا.
****
وَهَذَا التَّصْوِير يكونُ فِي
المَخْلُوق، فالمَخْلُوق لاَ بدَّ إمَّا أنْ يَكونَ جوْهرًا، وإمَّا أنْ يكونَ
عرضًا، أمَّا الخَالِق فَلاَ يَلْزَم فِي حَقِّه هَذَا سبحانه وتعالى.
فهُمْ دَائِمًا يقِيسون الخَالِقَ علَى المَخْلُوق؛ فلذَلِك ضَلُّوا، ولَوْ
أنَّهُم ذَهَبوا مذْهَب أهْل السنَّة، وقَالُوا: لاَ يَلْزَم صِفَات الخَالِق مَا
يَلْزَم لصِفَات المَخْلُوقِينَ، لسلِمُوا مِنْ هَذَا كلِّه، قَالَ تَعالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾[الشورى: 11]،
وقَالَ: ﴿وَلَمۡ يَكُن
لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 4].
هَذَا مِنْ تَأوِيلِهِمْ الباطِل، يقُولُونَ: لَوْ أثْبتْنا الاستِوَاء،
لَلَزِمَ أنَّ اللهَ يحْتَاج إِلىَ العرْشِ؛ مثْلَما يَحْتَاج الإنْسان إِلىَ السرِير
ينَامُ علَيْه، أَوْ يجلِس علَيْه، أَوِ الكرْسي، أَوِ السطْح، أَوِ السفِينَة،
أَوِ الدَّابة، المَخْلُوق مُحتَاج إِلىَ هَذِهِ الأشْيَاءِ، لَكن الخَالِق لَيْس
مُحتَاجا إِلىَ هَذِهِ الأشْيَاء، وإنَّمَا هِيَ المُحْتَاجة إِلىَ اللهِ سبحانه
وتعالى، أمَّا الله فغَنيٌّ عنْهَا وعنْ غَيْرِهَا، فكيْفَ تقِيسونَ المُحتَاج
بالذَّاتِ إِلىَ الغَنيِّ بالذَّاتِ؟ هَذَا غَلَط.
وبنَاءً علَى ذَلِك نَفَوْا الاستِوَاء عنِ الله! لأنَّهُم مَا فَهِمُوا
مِنْه إلاَّ مِثْل استِوَاء المَخْلُوق علَى المَخْلُوق، فنَفَوْهُ بزَعمِهِم تَنْزِيهًا
للهِ.
نقُولُ: فَهْمُكم هَذَا غَلَط مِنْ أصْلِه؛ لأنَّه ليْس بلاَزِم، ولَمْ تَعرِفُوا حقَّ اللهِ سبحانه وتعالى، ولَمْ تَقْدُرُوا اللهَ حقَّ قَدْرِه، إلاَّ أنَّكم جعلْتُمُوه مِثْل المَخْلُوق -تَعالَى اللهُ عنْ ذَلِك-.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد