×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

فالتَّأوِيلُ الَّذِي يُحِيلُها عنْ هَذَا بمَنْزِلَة تَأوِيلاَت القَرَامِطَة ([1]) والباطِنيَّة ([2]) فِي الحَج والصَّوم والصَّلاَة وسائِر مَا جاءَت بهِ النُّبوَّاتُ.

الرَّابع: أنْ يُبيِّن أنَّ العقْل الصَّرِيحَ يوَافِق مَا جاءَت بهِ النُّصُوصُ،

****

 أوْلَى مِنَ الإِيمَانِ بالأَحْكام العمَليَّة؛ لأنَّ الأَسمَاء والصِّفَات مِنَ العقِيدَة.

القَرَامِطَة: أتْباع حِمْدَان بنِ قرمط الشِّيعي الباطِنيِّ؛ لأنَّ الشِّيعة أقْسام: مِنْهُم الباطِنيَّة، وهُمْ أخَبثُهم.

والباطنِيَّة: هُم الَّذِينَ يقُولُونَ: إنَّ الشَّريعة لهَا ظَاهِر وباطِن، الظَّاهِر للعوَامِّ، وأمَّا الباطِن فَلاَ يفْهَمْهُ إلاَّ الخَوَاصُّ، فالصَّلاَة هِيَ الدُّعاء فقَطْ، والصِّيَام هُوَ كتْم الأسرَار، والحَج قَصْد المَشَايِخ، فتَأوِيل المُعطِّلة للصِفَات وصَرْفُها عنْ ظَاهِرِهَا هُوَ مِنْ جنْس تَأوِيل هَؤلاَءِ المَلاَحِدَة، بلْ هُوَ أشَدُّ؛ لأنَّه يتعلَّق بإفْسادِ العقِيدَة.

الوَجه الرَّابع: ممَّا يَدلُّ علَى بطْلاَنِ قَوْل المُعطِّلَة للصِّفَات: أنْ يُبيِّن أنَّ العقْل الصَّرِيح -يَعنِي: السالِم مِنَ النَّقْص والتَّلوُّث- وَهُوَ العقْل السلِيم لاَ يخَالِف النَّقْل الصَّحِيحَ عنِ الرسول صلى الله عليه وسلم، والمُعطِّلَة


الشرح

([1])نسبة إِلىَ رجل يقال لَهُ: حمدان قرمط، وهم طائفة من الباطنية خرجوا عَلَى المسلمين فِي زمن المُعْتَضِد سنة إحدى وثمانين ومائتين، واقتلعوا الحجر الأسود من البيت الحرام- انظر: «تلبيس إبليس» (ص 126 - 127)، و«الفرق بين الفرق» (1/ 266)، و«فضائح الباطنية» (ص 12)، و«إيثار الحق عَلَى الخلق فِي رد الخلافات» لابن الوزير (ص 123).

([2])سُمُّوا بذلك لأنهم يدَّعون أن لظواهر القرآن والأحاديث بواطن تجري من الظواهر مجرى القلب من القشر، ومرادهم أن ينزعوا من العقائد موجب الظواهر ليقدروا بالتحكم بدعوى الباطن عَلَى إبطال الشرائع. انظر: «الملل والنحل» (1/ 192). و«تلبيس إبليس» (ص 124)، و«الفرق بين الفرق» (1/ 266)، و«فضائح الباطنية» (ص 11).