ومَعلُومٌ
للمُؤْمِنِينَ أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أعلَمُ بذَلِك مِنْ غَيْرِه،
وأنْصَحُ للأمَّةِ مِنْ غَيْرِه، وأفْصَحُ مِنْ غَيْرِه عبارَةً وبيَانًا، بلْ
هُوَ أعلَمُ الخَلْق بذَلِك وأنْصَحُ الخَلْقِ للأمَّةِ، وأفْصَحُهُم، وقَدْ
اجتَمَع فِي حَقِّه صلى الله عليه وسلم كمَالُ العلْم والقُدْرةِ والإرَادَةِ.
****
العقُولُ عنْدَهُم، فهِيَ
أَدِلَّةٌ يَقِينِيَّةٌ. والوَاجب العكس، أنَّ النُّصُوصَ هِيَ اليقِينِيَّة،
وأمَّا العقُول فهِيَ ظَنِّيَّة.
مِنْ صِفَات الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّه أعلَمُ الخَلْقِ، وأنَّه
أفْصَحُ الخَلْقِ لِسانًا، وأنَّه أنْصَحُ الخَلْق، فإِذَا اجتَمَعتْ فِيهِ هَذِهِ
الصِّفَات، فإنَّه لاَ بدَّ أنْ يُبيِّن للنَّاس، وكوْنُه يبيِّن أُمُورَ
العقِيدَة أوْلَى مِنْ كوْنِه يبيِّنْ أَحْكام المُعامَلاَتِ والبيْع والشِّرَاء؛
لأنَّ العقِيدَة هِيَ الأساس، فَهُوَ لاَ يكتُم شَيْئًا.
فالخَلَل إنَّمَا يَأْتِي مِنْ قلَّة العلْم، أَوْ يَأتِي مِنْ عدَمِ
القُدْرَة علَى البيَانِ، أَوْ يَأتِي مِنَ الغِشِّ والكتْمانِ، وهَذِهِ كلُّها
مُنْتَفِيَة عنِ الرسول صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ أعلَمُ الخَلْق، وأفْصَحُ
الخَلْقِ، وأَنْصَحُ الخَلْقِ.
والنَّاصِحُ لاَ يَكتُمُ شَيْئًا تَحتَاجه الأمَّةُ.
وعنْدَه المَقدِرَةُ علَى البيَانِ؛ لأنَّه أفْصَحُ الخَلْقِ لِسانًا صلى
الله عليه وسلم، فَلاَ أحَدَ يُساوِي الرسول صلى الله عليه وسلم فِي الفَصَاحَةِ.
هَذَا تَأكيدٌ.
اجتَمَع فِي حَقِّه كمَالُ العلْم والقُدْرَة وهِيَ: الفَصَاحَةُ والبيَانُ، والإرَادَة: إرَادَة البيَانِ وعدَم الكتْمَان والغِشِّ للنَّاس.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد