بخِلاَفِ هَؤلاَءِ فإنَّهُم
تظَاهَرُوا بنَصْرِ السنَّة فِي مَوَاضِع كثِيرَةٍ.
وهُمْ فِي الحَقِيقَةِ لاَ للإِسلاَمِ نَصَرُوا، ولاَ للفَلاَسفَة
كسرُوا، ولَكن أُولَئِك الفَلاَسفَة ألْزَمُوهُم فِي نُصُوصِ المَعادِ نَظِير مَا
ادَّعوْهُ فِي نُصُوصِ الصِّفَات.
****
لأنَّهُم مَا رَدُّوا علَيْهِم بالكتَاب والسنَّة، وإنَّمَا رَدُّوا
علَيْهِم بعلْمِ المَنْطِق وعلْمِ الكلاَمِ، وَهَذَا لاَ يَنصُرُ الإسلاَمَ، ولاَ
يَكسرُ الباطِلَ، وإنَّمَا يَزِيدُ الشَّرَّ شَرًّا.
فالَّذِي يَردُّ علَى أهْلِ الضَّلالِ بغَيْر الشَّرع وبغَيْر مَا جاءَ بهِ
الرسول لاَ يُفِيدُ شَيئًا، بلِ يَزِيدُ الأمْرَ خُطُورةً؛ لأنَّ النَّاس
يختَلِفُونَ فِي عقُولِهِم وتصَوُّرَاتِهِم.
لمَّا ردُّوا علَى الباطِنيَّة الَّذِينَ أنْكرُوا البعثَ والنُّشُورَ، وقَالُوا: ليْستْ نُصُوصُ البعثِ والنُّشُورِ علَى ظَاهِرِهَا، ولَيْس هُنَاك بعث، ولاَ هُنَاك جنَّة ونَار، وإنَّمَا هَذِهِ أمُورٌ تخيَّلَها الرسول مِنْ أَجلِ مصَالِحِ النَّاس، قَالَت لَهُم الباطِنيَّة: نَحْن أَوَّلْنَا، وأنْتُم أَوَّلْتُم، نَحْن أوَّلْنَا البعثَ والنُّشُورَ، وأنْتُمْ أوَّلْتُم الأَسمَاء والصِّفَات، والأَسمَاءُ والصِّفَاتُ فِي كتَاب الله أَكثَر مِنْ ذِكرِ البعثِ، فلِمَاذَا يكونُ تأوِيلُكم سائِغًا، وتَأوِيلُنا باطِلاً؟ فلمَاذَا تَردُّونَ علَيْنَا، وأنْتُم أشَدُّ مِنَّا ضَلاَلاً؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد