×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وكيْفَ يجوزُ مَع هَذَا أنْ يَكونَ مَا أخْبر بهِ مِنَ الصِّفَات لَيْس كمَا أخْبر به، وَمَا أخْبر بهِ مِنَ المَعاد هُوَ علَى مَا أخْبرَ بهِ.

وأيْضًا: فقَدْ علِم أنَّه صلى الله عليه وسلم قَد ذمَّ أهْلَ الكتَاب علَى مَا حرَّفُوه وبدَّلُوه ([1])، ومَعلُومٌ أنَّ التَّوْرَاة ممْلُوءَة مِن ذِكر الصِّفَات، فلَوْ كانَ هَذَا ممَّا حُرِّف وبدِّل لكانَ إنْكار ذَلِك علَيْهم أوْلَى

****

هَذَا إلْزَامٌ لَهُم بأنْ يُقَالَ: أنْتُم تقُولُونَ أيُّها المُعتَزِلَة: إنَّ مَا أخْبر بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم مِنَ البعث علَى حَقِيقَتِه، فيُقَالُ لَهُم: فلِمَاذَا لاَ تَكونُ الأَسمَاء والصِّفَات علَى حَقِيقَتِها، مَع أنَّ نُصُوصَها فِي القُرْآنِ أكثَر مِنْ نُصُوصِ البعثِ؟

واللهِ عز وجل أنْكرَ علَى اليَهُودِ والنَّصَارَى تَحْرِيف التَّورَاة والإنْجيل، ولَمْ يُنكر علَيْهم إثْبات الأَسمَاء والصِّفَات؛ لأنَّهُم لم يُحَرِّفُوها، وإنَّمَا حرَّفُوا غَيْرَها.


الشرح

([1])تصديق ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي كِتَاب الله جل وعلا،﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ [البقرة: 59]، وغير ذَلِكَ من الآيات.