×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

كمَا قَدْ بسطْنَاه فِي مَوْضِع آخَرَ ([1])، ولِهَذَا نُقِلَ عنِ ابنِ عباس هَذَا وَهَذَا، وكلاَهُما حَقٌّ.

والمَعنَى الثَّالِث: أنَّ التَّأوِيلَ: هُوَ الحَقِيقَة الَّتِي يُؤَوَّل الكلاَمُ إلَيْهَا، وإنْ وَافَقَت ظَاهِرَه، فتَأْوِيلُ مَا أخْبرَ بهِ فِي الجنَّة مِنَ الأكلِ والشُّرْب واللِّباس والنِّكاحِ وقِيَام الساعة وغَيْر ذَلِك، هُوَ الحَقَائِق المَوْجودَة أنْفُسها، لاَ مَا يُتَصَوَّر مِنْ مَعانِيهَا فِي الأذْهَانِ، ويُعبر عنْهُ باللِّسانِ.

وَهَذَا هُوَ التَّأوِيلُ فِي لُغَة القُرْآنِ؛ كمَا قَالَ تَعالَى عنْ يُوسفَ عليه السلام أنَّه قَالَ:﴿وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ[يوسف: 100]، وقَالَ تَعالَى:﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ[الأعراف: 53].

****

 أيْ: نُقِلَ عنِ ابنِ عباس القَوْلانِ: الوَقْفُ علَى لَفْظ الجلاَلَة، والوَقْفُ علَى الرَّاسخِينَ فِي العلْم.

مِنْ مَعانِي التَّأوِيل.

يَعنِي: مَا حَصَلَ مِنْ سجودِ الأبوَيْن والإِخْوَة الأَحَدَ عشَرَ هُوَ تَفْسير رُؤيَاهُ الَّتِي رَآهَا فِي صِغَرِه، لَم يَعرِفْ تَأوِيلَها إلاَّ لمَّا وَقَعتْ، فكذَلِك مَا فِي الآخِرَة لاَ يُعرَف إلاَّ إذَا شُوهِدَ يَوْم القِيَامَة، فهَذَا التَّأوِيل، أيْ: مَا يُؤَوَّل إلَيْه الشَّيْء مِنْ حَقِيقَتِه المُغَيَّبة عنَّا.

﴿هَلۡ يَنظُرُونَأيْ مَا يَنتَظِر الكفَّار إلاَّ تَأوِيلَه، أيْ تَأوِيلَ مَا


الشرح

([1])انظر: «التدمرية» (ص 90 وَمَا بعدها)، و«مجموع الفتاوى» (5/ 234، 347)، (13/ 275).