×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وقَالَ تَعالَى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا[النساء: 59] وَهَذَا التَّأوِيلُ هُوَ الَّذِي لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ.

****

جاءَ فِي القُرْآنِ حِينَ يَقَع مَا أخْبر اللهُ عنْه: يَوْمَ القِيَامَة، وَمَا فِيهِ مِنَ الجنَّة والنَّار، حِينَئِذٍ يُدرِكونَ أنَّهُم أخْطَئُوا فِي الدُّنْيَا،﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ[الأعراف: 53] حِينَ ذَاك يُدرِكونَ صِدْقَ الرُّسلِ علَيْهم الصَّلاَةُ والسلامُ، إذَا رَأَوْا حَقِيقَة مَا أخْبرَتْ بهِ الرُّسلُ، وعاينُوه، كانُوا فِي الدُّنيَا يكذِّبونَهم، فإذَا شَاهدُوه يَومَ القِيامَة عرفُوا صِدْق الرُّسلِ علَيْهم الصَّلاةُ والسلامُ، وقَالُوا:﴿قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّيَعنِي: هَذَا مَا أخْبرتْنَا بهِ الرُّسلُ، لكن فَاتَ الأَوَانُ.

﴿ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا ، يَعنِي: أحْسن عاقِبة، فرَدَّ النِّزَاع إِلىَ كتَاب اللهِ وسنَّة رسوله أحْسن عاقِبة ومُنْتَهى، فهَذَا يدُلُّ علَى أنَّ التَّأوِيلَ المُرَاد بهِ العاقِبة والمَال.

لأنَّه مِنْ علْم الغَيْب، فحَقَائِق الأَسمَاء والصِّفَات، وحَقَائِق مَا فِي الجنَّة، وحَقَائِق مَا فِي النَّار، وَمَا يَكونُ يَوْمَ القِيَامَة هَذَا مُغَيَّب عنَّا.


الشرح