رابعًا: أنَّ مِن الخَلفِ مَن تراجعَ،
والتَزمَ مَنهجَ السَّلفِ؛ لمَّا ظهرَ له بُطلانُ ما هو عليهِ، وبعضُهم بَقِيَ
مُتحيِّرًا.
خامسًا: أنَّ طريقةَ الخَلفِ تَتضمَّنُ
تَجْهيلَ السَّلفِ، أو تَضْليلَهم، وتَأويلَ النُّصوصِ.
سادسًا: أنَّ منهجَ السَّلفِ مأخوذٌ عن
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وطريقةَ الخَلفِ مأخوذةٌ عنِ الجهميَّةِ،
والجهميَّةُ أخذُوها عنِ اليَهودِ.
سابعًا: أنَّ السَّلفَ يَستدِلُّون
بالكتابِ والسُّنَّةِ، ويُقدِّمون النَّقلَ على العَقلِ، والخَلفَ يستدِلُّون
بقَواعدِ المَنطقِ وعلمِ الكلامِ، ويُقدِّمُون العَقلَ على النَّقلِ.
ثامنًا: أنَّ العَقلَ الصَّريحَ لا
يُخالِفُ النَّقلَ الصَّحيحَ.
تاسعًا: أنَّ الباطنيَّةَ المَلاحدةَ
احتَجُّوا على مَن يُؤوِّلُ الصِّفاتِ عن ظاهرِها، أنَّ الصَّلاةَ والزَّكاةَ
وأمورَ المَعادِ مِثْلُ: تأويلِ المُعطِّلةِ للصِّفاتِ، أو أخفُّ منه، فلماذا
يُنكِرون تأويلَ الباطِنيَّةَ، وهم أشدُّ منهم؟!
عاشرًا: أنَّ أتْباعَ مَنهجِ السَّلفِ في
الأسماءِ والصِّفاتِ مُتَّفِقُون؛ لأنَّهم اتَّبعوا الكتابَ والسُّنةَ، وأتباعَ
منهجِ الخَلفِ مُختَلِفون فيما بينَهم؛ لأنَّهمُ اتَّبعوا علمَ الكلامِ وقواعدَ
المَنطقِ.
حادي عشر: أنَّ البلاءَ الَّذي حصلَ في بابِ
الاعتِقادِ كانَ سَببُه تَعريبَ الكُتبِ الرُّوميَّةِ في عَهْدِ المَأمونِ العبَّاسيّ،
بتأثُّرٍ من بطانَةِ السُّوءِ الَّتي كانت عنده مِثْلُ: بِشْرِ بنِ غِياثٍ
المرِّيسيّ، وابنِ أبي دؤاد.
****
الصفحة 8 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد