لولا محمد ما خلقتك؟! بل الخرافيون يقولون: لولا محمد ما خُلقت السماوات والأرض. سبحان الله! كلُّ هذا من الغلو المفرط والعياذ بالله، فهم يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويلتمسون أي شيء يستدلون به ولو كان كذبًا واضحًا، وهذا من الفتنة أن يبتلى الإنسان بالبدع والخرافات، فيلتمس لها أي دليل ولو كان كذبًا واضحًا، فهل الله خلق آدم لأجل محمد؟! أو خلق السماوات والأرض لأجل محمدٍ كما يقولون؟! هذا من الغلو، ولذلك تجدهم الآن يكتبون اسم الله واسم محمد متجاورين «الله - محمد»، فيجعلون محمدًا صلى الله عليه وسلم عديلاً لله عز وجل ومساويًا له، وهذا من الغلو الذي ما أنزل اللهُ به من سلطان.
قوله: «مِنَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَابَ اللَّهُ بِهَا عَلَى آدَمَ قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْك»، هذا أيضًا من الأكاذيب التي يعتمدون عليها في الغلو بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأن آدم إنما غفر الله له بسبب أنه توسل بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يخالف القرآن، وقد ذَكَر الله عز وعلا عن الأبوين عليهما السلام لما وقعًا في ذنب الأكل من الشجرة التي نُهيا عنها أنهما قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، فهذا الذي ذكره الله من قول آدم وحواء: ﴿ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا﴾ اعترفا بالذنب، وطلبا من الله المغفرة، وفي الآية الأخرى: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ﴾ [البقرة: 37]، هذه هي الكلمات: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾، والله سبحانه ذكر الدعاء الذي قاله آدم، وليس فيه ذِكر لمحمد صلى الله عليه وسلم، هذا من ناحية.
الناحية الثانية: هذا الحديث سنده باطل لا يُحتج به، وتصحيح الحاكم له في غير محله، وسيتكلم الشيخ عن تصحيح الحاكمِ وتساهله في هذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد