×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

قوله: «وَلَيْسَ مُجَرَّدُ كَوْنِ الدُّعَاءِ حَصَلَ بِهِ الْمَقْصُودُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ سَائِغٌ فِي الشَّرِيعَةِ». هذه قاعدة: حصول الشيء لمن طلبه لا يدل على جواز ما فعل إذا لم يكن هناك دليل من القرآن أو السنة، فمجرد حصول حاجته لا يدل على الجواز، فالذين يدعون عند القبور ويدعون الأصنام قد يحصل لهم مقصودهم، وهذا لا يدل على الجواز؛ لأن حصول المقصود قد يكون وافق قضاء وقدرًا، لا أنه حصل بهذا السبب، وإنما حصل لأن الله قدره في هذا الوقت، وإما أن يكون استدراجًا للإنسان، فأعطاه الله وإن لم يكن عمله جائزًا من باب الاستدراج له، وهذا عقوبة له من أجل أن يتمادى في غيه.

قوله: «فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنَ الْكَوَاكِبِ وَالْمَخْلُوقِينَ وَيَحْصُلُ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَرَضِهِ». كثير من المشركين تحصل لهم مقاصدهم في دعائهم غير الله، هل أحد يقول: إن هذا جائز؛ لأنه حصل مقصود الداعي والسائل؟ لا أحد يقول هذا.

قوله: «وَبَعْضُ النَّاسِ يَقْصِدُ الدُّعَاءَ عِنْدَ الأَْوْثَانِ وَالْكَنَائِسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَيَدْعُو التَّمَاثِيلَ الَّتِي فِي الْكَنَائِسِ، وَيَحْصُلُ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَرَضِهِ» أي: يحصل على حاجته.

قوله: «وَبَعْضُ النَّاسِ يَدْعُو بِأَدْعِيَةٍ مُحَرَّمَةٍ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَحْصُلُ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَرَضِهِ». وكذلك بعض الناس يدعو بأدعية محرمة لم يشرعها الله ولا رسوله، ويحصل له غرضه، فليس هذا دليلاً على أن هذا الدعاء الذي دعا به جائز، فالدعاء توقيفي، لا يُدعى الله إلا بشيءٍ ثبتَ، أو وافق ما ثبت في الكتاب والسُّنة؛ لأن الدعاء عبادة، والعبادة توقيفية.


الشرح