ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ
إنِّي أَتَوَجَّهُ إلَى رَبِّي فَيُجْلِي لِي عَنْ بَصَرِي، اللَّهُمَّ
فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي»»، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ:
فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَمَا طَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ
عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ.
قَالَ البَيْهَقِيُّ: وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِيهِ بِطُولِهِ، وَسَاقَهُ مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: وَرَوَاهُ أَيْضًا هِشَامٌ
الدُّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ
عَمِّهِ - وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ - وَلَمْ يَذْكُرْ إسْنَادَ هَذِهِ
الطَّريقِ ([1]).
قُلْت: وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ «عَمَلُ الْيَوْمِ
وَاللَّيْلَةِ» مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ
عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ ([2]).
وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ،
كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ([3]).
وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ - لاَ التِّرْمِذِيُّ وَلاَ
النَّسَائِيُّ وَلاَ ابْنُ مَاجَه - مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي
فِيهَا الزِّيَادَةُ: طَرِيقُ شَبِيبِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ
الْقَاسِمِ.
****
الشرح
قوله: «وَفِي تِلْكَ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ قَالَ: فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِيهِ». هذه المخالفة في المتن؛ لأنه جاء في رواية: «فَشَفِّعْهُ فِيَّ» فقط،
([1]) دلائل النبوة (6/ 167- 169).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد