وجاء في رواية: «فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي»،
والمراد: قول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقبول دعائه لنفسه؛ لأنه توضأ وصلى
ودعا لنفسه.
قوله: «وَرَوَاهُ البيهقيُّ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ
وَفِيهِ قِصَّةٌ قَدْ يَحْتَجُّ بِهَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ - إنْ
كَانَتْ صَحِيحَةً». القصة التي وقعت في وقت عثمان بن عفان رضي الله عنه: أن
رجلاً كان يأتي إلى عثمان يطلب منه شيئًا، فعثمان رضي الله عنه يعرض عنه ولا
يستقبله، فالرجل لقي عثمانَ بن حنيف وذكر له إعراض عثمان رضي الله عنه عن حاجاته،
فأمره أن يتوضأ مثل ما فعل الأعرابي، وأن يدعو بدعاء الأعرابي، وهذا بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم. هل يسوغ هذا؟ هذا محل نظر، ولكن استدل به بعض العلماء
على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرواية، فالتوسل به بعد موته؛ أي
بذاته صلى الله عليه وسلم، فانتبهوا لهذا.
قوله: «قَدْ يَحْتَجُّ بِهَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِ
بَعْدَ مَوْتِهِ» أي: يطلب الدعاء منه بعد موته، ومعروف أن الرسول صلى الله
عليه وسلم لا يُطلب منه شيء بعد موته.
قوله: «فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: مَا كَلَّمْتُه، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَجَاءَهُ ضَرِير». عثمان بن حنيف أمر هذا الرجل بالذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به الأعرابي الذي جاء في حياته، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي جاء في حياته أن يدعو، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في هذا إشكال؛ إنما الإشكال أن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قاس حالة هذا الرجل مع عثمان بن عفان رضي الله عنه على قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا فيه طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وهذا الإشكال سيتكلم عنه الشيخ فيما يأتي، وهو شبيه بقصة العتبي التي مَرَّت في الأعرابي الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يستغفر له،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد