وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمُعْجَمِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَصْبَغَ بْنِ الْفَرَجِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَوْحِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخطميِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَخْتَلِفُ إلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفانَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ فَشَكَا إلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: ائْتِ الْميضَأَةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّكَ عز وجل فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي، وَتَذْكُرُ حَاجَتَك، وَرُحْ حَتَّى أَرُوحَ مَعَك، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا قَالَ لَهُ، ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ ([1]) وَقَالَ: حَاجَتُك؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ فَقَضَاهَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا ذَكَرْت حَاجَتَك حَتَّى كَانَتْ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَقَالَ: مَا كَانَتْ لَك مِنْ حَاجَةٍ فَأْتِنَا. ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ فَقَالَ لَهُ: جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا، مَا كَانَ يَنْظُرُ فِي حَاجَتِي وَلاَ يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتَه فِيَّ! فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُه؛ وَلَكِنْ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَا إلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفَتَصْبِرُ؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ائْتِ الْميضَأَةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ اُدْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ»، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلاَ طَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ.
([1]) الطنفسة: هي البساط الذي له خمل رقيق، وجمعه: طنافس. انظر: مشارق الأنوار (1/ 320).