قوله: «وَمَا
أَظْهَرَ اللَّهُ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ مِنَ الْخَوَارِقِ وَالإِْبْرَاءِ مِنَ
الْعَاهَاتِ، فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ لِهَذَا
الأَْعْمَى أَعَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ». المخرفون يقولون عن حديث
الأعمى هذا: إن فيه توسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الحديث يرد عليهم،
فقد قال الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم: ادع اللهَ أن يردَّ بصري. فقال له صلى
الله عليه وسلم: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتَ،
وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لكَ». فقال: ادعه. فالحديث واضح في أنه توسل بدعائه
صلى الله عليه وسلم وبشفاعته، والشفاعة معناها الدعاء.
قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ - حَدِيثُ الأَْعْمَى -
قَدْ رَوَاهُ الْمُصَنِّفُونَ فِي دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ كالبيهقي وَغَيْرِهِ».
البيهقي له كتاب ضخم اسمه «دلائل النبوة»
ذكر فيه هذا الحديث، وأنه من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ،
فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، أي: تصبر.
قوله: «اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ» واضح، «وَشَفِّعْنِي فِيهِ» يراد به: الدعاء
الذي بعد الأذان: «اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ
الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَة» ([1])؛ لأن الدعاء يسمى
شفاعة، فأنتَ إذا دعوت للنبي صلى الله عليه وسلم فقد شفعت له، وهو صلى الله عليه
وسلم إذا دعا لك فقد شفع لك.
قوله: «وقال التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ غَرِيبٌ». الغريب: ما تفرد بروايته واحدٌ؛ فهو غريب السند، وليس غريب
المعنى؛ لأن من أقسام الحديث: المتواتر، والمشهور، والعزيز، والغريب.
فالمتواتر: ما رواه
جمعٌ يزيدون عن ثلاثة.
والمشهور: ما رواه ثلاثة.
والعزيز: ما رواه اثنان.
والغريب: ما رواه واحد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد