×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

فيه نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، أي: يُشفع فيه نبيه بدعائه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه طلب من الرسول أن يدعو الله له، ودعاؤه شفاعة، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم، فرد الله عليه بصره، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فهذا لا نزاع في جوازه؛ لأنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب منه الدعاء، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل توضأ وصلى، ودعا بعد الصلاة، فهذه أسباب للإجابة، فهذا ليس من التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما هو من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، وهذا لا نزاع فيه.

قوله: «هُوَ مِنْ الْقِسْمِ الثَّانِي مِنْ التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ». أي: بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «فَإِنَّ الأَْعْمَى قَدْ طَلَبَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْعُوَ لَهُ بِأَنْ يَرُدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ»، قال: ادعُ الله أن يرد علي بصري.

قوله: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِنَبِيِّك» يفسره أول الحديث: «ادْعُ اللهَ لِي»، فمراده: أسالك بدعاء نبيكَ.

قوله: «يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُول اللهِ، إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَيَقْضِيهَا، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ». هذا كله لا إشكال فيه؛ لأنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع له عند الله بالدعاء، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم، فرد الله عليه بصره، ولا أحد يُنازع في هذا، إنما النزاع في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، أو بذوات المخلوقين.

قوله: «فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَقْبَلَ شَفَاعَةَ رَسُولِهِ فِيهِ، وَهُوَ دُعَاؤُهُ»، شفاعته؛ أي: دعاؤه صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ فِي مُعْجِزَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدُعَائِهِ الْمُسْتَجَابِ»، فهو يدل على معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث دعا له فرد الله عليه بصره في الحال ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم.


الشرح