مُحَمَّدٍ نَبِيِّ
الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللَّهِ فِي حَاجَتِي
هَذِهِ فَتُقْضَى لِي وَتُشَفِّعُنِي فِيهِ وَتُشَفِّعُهُ فِيَّ، قَالَ: فَفَعَلَ
الرَّجُلُ فَبَرِئَ ([1]).
رَوَاهُ
البَيْهَقِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الحَبَطِيِّ، عَنْ
رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ - وَهُوَ الخطميُّ -
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَاءَهُ رَجُلٌ ضَرِيرٌ
يَشْتَكِي إلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ لِي
قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْ:
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ
الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي فَيُجْلَى عَنْ
بَصَرِي، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي»، قَالَ
عُثْمَانُ بْنُ حَنِيف: وَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلاَ طَالَ الْحَدِيثُ بِنَا
حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ ([2]).
****
الشرح
قوله: «اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» هذا يفسر قوله:
«أَتَوَجَّه»، فالتوجه المراد به: طلب
أن يشفع له عند الله سبحانه وتعالى، لا أن المراد السؤال بجاهه، فالسؤال بجاه
الرسول صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره بدعة.
قوله: «وَرَوَاهُ الإِْمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ رَوْحِ بْنِ عبادة...»، الحديث بجميع طرقه ورواياته كلها يدل على أن الأعمى طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له، فدعا الله له، فشفاه الله، ورد عليه بصره، وليس فيه متعلق لمن يتوسلون بذوات المخلوقين من الأنبياء وغيرهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد