قوله: «رَوَاهُ
البَيْهَقيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الحَبَطِي...»، كل
طرق الحديث تدل على أن الأعمى طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يشفع
له عند الله بأن يدعو له الله جل وعلا، ولم يتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم،
وفي بعضها: «فَشَفِّعْهُ فِيَّ
وَشَفِّعْنِي فِيهِ»، وفي بعضها: «وَشَفِّعْنِي
فِي نَفْسِي» أي: بدعائي لنفسي.
قوله: «قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيف: وَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلاَ طَالَ الْحَدِيثُ بِنَا حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ». وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم أن الله استجاب له في الحال، والعادة أن العمى يحتاج إلى علاج، وإلى طول مدة، وهذا الرجل شفاه الله في الحال، وارتفع عنه العمى، وهذا مثلما بصق في عين عليٍّ رضي الله عنه فبرأ من الرمد الذي أصابه كأن لم يكن به وجعٌ ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2942)، ومسلم رقم (2406).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد