فلم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يدعو لهم بالسقيا،
وإنما طلبوا من العباس رضي الله عنه، فصار قول عثمان بن حنيف رضي الله عنه ليس
حجة؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم خالفوه.
وقول عمر رضي الله
عنه: «اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا إذَا
أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِنَبِيِّنَا» أي: نتوسل بدعائه، فيطلبون منه
أن يدعو لهم في حياته.
قوله: «وَدَعَا بِمِثْلِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي
سُفْيَانَ فِي خِلاَفَتِهِ لَمَّا اسْتَسْقَى بِالنَّاسِ»، طلب معاوية رضي
الله عنه من أبي يزيد الجرشي أن يدعو الله لهم، ففعل مثل ما فعل عمر رضي الله عنه،
فلم يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء، وإنما طلب من هذا العبد الصالح أن
يدعو لهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد