×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 قوله: «فَمَنِ اعْتَقَدَ ذَلِكَ فِي هَذَا أَوْ فِي هَذَا فَهُوَ ضَالٌّ»، الضلالة ضد الهدى، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، فهو ضلالة، وقال الله جل وعلا: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ [يونس: 32].

قوله: «وَقَدْ تَبَيَّنَ بِالأَْحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَمَا اُسْتُقْرِئَ مِنْ أَحْوَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ أَنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ مَشْرُوعًا عِنْدَهُمْ»، هذا التوسل بالأشخاص ليس مشروعًا؛ لأنه لو كان مشروعًا لتبين في الكتاب والسنة، وليس في الكتاب والسنة دلالة على مشروعيته.

قوله: «وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ سُؤَالٌ لِلَّهِ تعالى بِسَبَبٍ لاَ يُنَاسِبُ إجَابَةَ الدُّعَاءِ»، بسببٍ لم يجعله الله سببًا، وليس من أسباب إجابة الدعاء اتخاذ الوسيلة والواسطة بينك وبين الله من خلقه.

قوله: «وَأَنَّهُ كَالسُّؤَالِ بِالْكَعْبَةِ وَالطُّورِ وَالْكُرْسِيِّ وَالْمَسَاجِدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ»، المخلوقات لا يُسأل الله بها، ولو كان لها فضل أو شأن، كالكعبة المشرفة بيت الله العتيق، فلا تقل: أسألك بالكعبة، أو بيتك العتيق، هذا لم يقله أحد، ولا أسألك بالطور، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه الصلاة والسلام، ولا بالكرسي: ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ [البقرة: 255] ولا بالعرش، مع ما لهذه المخلوقات من فضل، فبالإجماع لا يجوز السؤال بالكعبة، ولا بالطور، ولا بالكرسي، ولا بالعرش، فإذا كان لا يجوز في هذه الأشياء، فلا يجوز في غيرها.

قوله: «وَالْمَسَاجِدِ»، كأن يقول: أسألك بالمسجد الحرام، أو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو المسجد الأقصى، لا يجوز هذا.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17144).