×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وجاء بمائة وعشرين دينارًا من الذهب، فلما دنا منها لينال ما يطلب، قالت له: «اتَّقِ اللهَ، وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّه» أي: بالعقد الصحيح بالزواج، فوقعت منه هذه الكلمة الموقع العظيم، وذَكَر ربه، وتأخر عنها وتركها وترك ما أعطاها من المال؛ خوفًا من الله سبحانه وتعالى.

والثالث: كان عنده راع يرعى الغنم، فذهب ولم يأخذ أُجرته، وكانت من الغنم، فنمَّى هذه الغنم حتى ملأتِ الوادي، وجاء الرجل يطلب أجرته، قال: خذْ كل ما في هذا الوادي لك، فقال: يا عبد الله، اتق الله ولا تسخر بي، قال: إني لا أسخر بك، كل ما في هذا الوادي هو لك، فأخذه واستاقه، ولم يترك منه شيئًا، فهذه أمانة عظيمة ووفاء بحقوق الناس، فلما توسلوا إلى الله بهذه الأعمال فرَّج اللهُ عنهم.

الحاصل: أن هذا فيه دليل على جواز التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، ويكون هذا مثل حديث المشي إلى المسجد، فإنه عمل صالح.


الشرح