قوله: «فَقَطَعَ
تَعَلُّقَ الْقُلُوبِ بِالْمَخْلُوقَاتِ: رَغْبَةً وَرَهْبَةً وَعِبَادَةً
وَاسْتِعَانَةً»، إذا أردت أن تسد الطريق على عبَّاد القبور اقرأْ عليهم هذه
الآية، وقلْ لهم: بينوا لي معبوداتكم هذه، وهؤلاء الأموات، هل لهم ملك في السماوات
والأرض؟ هل هم شركاء الله؟ هل هم أعوان الله؟ هل هم يشفعون عند الله بغير إذنه؟
قوله: «وَهِيَ» أي: الشفاعة «حق» ثابتة بالكتاب والسُّنة، ولكنها
بشروط وليست مطلقة: أذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه عن المشفوع فيه؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ﴾ [سبأ: 23].
إذًا ما بقي شيء؛
وهل أذن الله لهؤلاء الأموات والمقبورين أن يشفعوا حتى تطلبوا منهم الشفاعة؟ اطلبِ
الشفاعة من الله، قل: اللهمَّ شَفِّعْ فيَّ نبيك، شفعْ فيَّ عبادك الصالحين. اطلبْ
من الله ولا تطلب من الميت، اطلب من الله أن يشفع فيك أنبياءه ورسله وعباده
الصالحين؛ لأن الشفاعة مِلك لله، والله يأذن بها لمن يشاء.
الصفحة 17 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد