×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وقد أقسم الله بأشياء كثيرة كما ذكر الشيخ، أمَّا الثاني: أن يسأل الله بأشياء مخصصة تختص بتعظيم أكثر من غيرها؟ فنقول له: إذا سألت الله بكل مخلوق، أو سألته ببعض المخلوقات، فكله سواء؛ لأن التوسل بالمخلوق لا يجوز، لا عن طريق عباداته، أو عن طريق السؤال به والتوسل به. والكلام في الرد على من يسألون الله ويتوسلون إليه بخلقه، وأن هذا أمر لا يجوز.

لكن لو قال قائل: أنا لا أتوسل بكل الخلق، وإنما أتوسل ببعض المعظمين منهم، فالجواب أن يقال: الله جل جلاله لا يُشرك معه أحد، ولا يرضى أن يُشرك معه أحد من خلقه، مهما بلغوا من التعظيم والأفضلية، ولا شك أن بعض الخلق أفضل من بعض، ولكن هذا لا يجيز أن نتوسل بالأفضل؛ لأنه شرع دينًا لم يأذن به الله، فالله لم يشرع لنا أن نتوسل إليه بأحدٍ من خلقه مهما بلغ من المنزلة عنده؛ لا الملائكة، ولا الرسل، ولا أولي العزم.

وأيضًا: السؤال ببعض المعظمين دون بعض هذا تخصيص دون دليل، فإما أن يجوز السؤال بهم جميعًا، وإما أن يمنع السؤال بهم جميعًا، أمَّا أن يخص بعضهم دون بعض فلا دليل عليه.

قوله: «قِيلَ لَهُ: بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ وَإِنْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ، فَكُلُّهَا مُشْتَرِكَةٌ فِي أَنَّهُ لاَ يُجْعَلُ شَيْءٌ مِنْهَا نِدًّا لِلَّهِ تعالى»، الله جل جلاله لا يرضى أن يُجعل له ند؛ أي شريك، ومثيل من خلقه، ولو بلغ من الفضيلة ما بلغ.

قوله: «فَلاَ يُعْبَدُ، وَلاَ يُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَلاَ يُخْشَى، وَلاَ يُتَّقَى، وَلاَ يُصَامُ لَهُ، وَلاَ يُسْجَدُ لَهُ، وَلاَ يُرْغَبُ إلَيْهِ، وَلاَ يُقْسَمُ بِمَخْلُوقٍ»،


الشرح