×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

قوله: «لأَِنَّهُ عَبْدٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ»، قال تعالى: ﴿لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا [الفتح: 2] هذه في أول سورة الفتح.

قوله: «لاَ يَبْدَأُ بِالشَّفَاعَةِ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ، فَيُقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَ»، فهو لا يشفع إلا بعد إذن الله، ولا يشفع إلا فيمن حدَّ الله له.

قوله: «وَاخْتَارَهُ وَاصْطَفَاهُ» هو محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله: «فَلَيْسَ لِمَخْلُوقٍ أَنْ يُقْسِمَ بِهِ، وَلاَ يَتَّقِيَ وَلاَ يَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ كَانَ أَفْضَلَ الْمَخْلُوقَاتِ». الخشية والتقوى وأنواع العبادة كلها خاصة بالله، لا يستحقها لا نبي، ولا ملك، ولا ولي، ولا أي أحد، كلها خاصة بالله عز وجل، فلا يُتعلق إلا بالله، ولا يُطلب ويُخشى ويُرجى إلا الله سبحانه وتعالى، فلو أن هؤلاء الذين أَتْعَبوا أنفسهم مع الأضرحة والقبور صرفوا جهدهم ووقتهم وأموالهم في طاعة الله، وفي بيوت الله عز وجل لاستفادوا من عبادتهم، ولكنهم صرفوها لغير الله، فخسروا خسرانًا مبينًا - والعياذ بالله - يبكون ويتضرعون ويسافرون ويعتكفون عندها أيامًا، وهم في طريقهم إلى النار؛ إلا أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، فلو أنهم صرفوا هذه المجهودات والأموال في عبادة الله وبيوت الله، لفازوا وأفلحوا، ولم يذهب عملهم سُدى، ولا كان تعبهم دون فائدة، بل في مضرة.


الشرح