قوله: «فَيَسُوغُ
السُّؤَالُ بِذَلِكَ كُلِّهِ» أي: فيسوغ السؤال عندكم بكل ما عظمه الله وأقسم
الله به، لماذا تخصون بعض المعظمين والمفضلين دون بعض؟ هذا تحكم منكم، فهو يلزمهم
بهذا الكلام.
وبعض المحشين على
المتن استشكل هذا، ولم يرجع إلى كلام الشيخ السابق ليزول عنه الإشكال، فقوله:
«فَيَسُوغُ السُّؤَالُ بِذَلِكَ كُلِّهِ»
أي: يلزمكم أنه يسوغ السؤال بكل ما أقسم الله به، وكل ما عظمه الله، وأنتم لا
تقولون بهذا.
قوله: «فالتَّفْرِيقُ بَيْنَ مُعَظَّمٍ» انظر
إلى التفريق.
قوله: «وَكَمَا أَنَّ هَذَا فَرْقٌ بَاطِلٌ،
فَكَذَلِكَ الآْخَر»، هذه النتيجة.
قوله: «وَلَوْ فَرَّقَ مُفَرِّقٌ بَيْنَ مَا
يُؤْمِنُ بِهِ وَبَيْنَ مَا لاَ يُؤْمِنُ بِهِ»؛ لأن الله أمر بالإيمان
بالملائكة والرسل، فهل نعبدهم لأن الله أمر بالإيمان بهم، ولم يأمرنا أن نؤمن
ببقية المخلوقات؟ إنما أمرنا بالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله.
قوله: «وَيُؤْمِنُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ
الرَّسُولُ مِثْلَ مُنكرٍ وَنَكِيرٍ»، الإيمان ليس خاصًّا بالملائكة والرسل؛
بل الإيمان عام بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الآخرة؛ من
القبر ونعيمه وعذابه، وملائكة الموت، ومنكر ونكير في القبر، فهل نعبدهم لأنَّ الله
أمر بالإيمان بهم؟!
قوله: «أَفَيَجُوزُ أَنْ يُقْسِمَ بِهَذِهِ
الْمَخْلُوقَاتِ لِكَوْنِهِ يَجِبُ الإِْيمَانُ بِهَا؟»، لا يلزم من وجوب
الإيمان بهذه المخلوقات، أن يجوز الحلف بها.
قوله: «أَمْ يَجُوزُ السُّؤَالُ بِهَا كَذَلِكَ؟»،
كذلك لا يجوز السؤال والتوسل بها؛ لأنَّ الله أمر بالإيمان بها.
الصفحة 5 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد