فهم لا يتبعون إلا ما
تهواه أنفسهم، ولا يتبعون الحقَّ الذي جاءتْ به الرسل، ولذلك أنزل الله فيهم هذه
الآية.
قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ﴾ هو القرآن، ﴿مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ﴾ [البقرة: 89] موافق لما معهم من التوراة التي بشرتْ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [الأعراف: 157]، هذه هي أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في التوراة، وكانوا يرجون بعثة هذا النبي الموصوف عندهم في التوراة، ويعدون أنه إذا بعث أنهم سيتبعونه، وقد كانوا يساكنون الأوس والخزرج في المدينة التي كانت من قبل تسمى يَثْرب، وكان بينهم وبين الأوس والخزرج حروب وفتن، وكان الأوس والخزرج كفارًا ومشركين في الجاهلية، وكان اليهود أهل الكتاب، فكانوا يهددون الأوس والخزرج بأنه سيبعث نبي آخر الزمان، وأنهم سيقاتلونهم معه، فينصرهم الله عليهم: ﴿يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89]، والاستفتاح معناه: طلب النصر، فصارت عند الأوس والخزرج معرفة بهذا النبي الموعود به الذي تخوفهم به اليهود، فلما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم جاء الأوس والخزرج للحج كعادتهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على القبائل في منى، والحجيج نازلون في منى، وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إليهم، ويتلو عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله، قالوا: إن هذا لهو الذي تهددكم به اليهود، فلا يسبقونكم إليه، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى، ثم البيعة الثانية، وسبقوا إليه بالبيعة والمتابعة والنصرة، ولما هاجر إلى المدينة صاروا جندًا له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد