وأمَّا اليهود - والعياذ بالله - فإنهم كفروا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم،
مع أنهم يعرفونه ويعرفون ما جاء به، والذي حملهم على ذلك الحسدُ، فهم يريدون أن
تكون النبوة دائمًا في بني إسرائيل، ولا يريدونها أن تكون في العرب، فلما بُعث
محمد صلى الله عليه وسلم من بني إسماعيل حسدوه وكفروا به، وهم يعلمون أنه رسول
الله، فهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا
جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن
قَبۡلُ﴾ أي: الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89]. من الأوس والخزرج؛ أي: يستنصرون بأنه إذا
بعث هذا النبي الموعود، فسينضمون إليه، ويقاتلون اليهود، فُينصرون عليهم، ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا
عَرَفُواْ﴾ - وهو محمد صلى الله عليه وسلم - ﴿كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ
ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 89]: لعنة الله عليهم؛ لأنهم عرفوا الحقَّ
وجحدوه، فنالوا اللعنة من الله، وهي الطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل، هذا هو
تفسير الآية.
لكن الخرافيون
يقولون: كانت اليهود تتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم بأن ينصره الله على
أعدائهم، ﴿يَسۡتَفۡتِحُونَ
عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89] أي: يتوسلون بالنبي المبعوث، هذا تفسيرهم
لهذه الآية، وهذا تفسير خطأ، والتفسير الصحيح هو ما سبق، فليس فيها توسل، والله ما
قال: يتوسلون، بل قال: يستفتحون، والاستفتاح هو الاستنصار، هذا معنى الآية
الكريمة، فلا حجة فيها لهؤلاء الخرافيين الذين يرون التوسل بالرسول صلى الله عليه
وسلم.
قوله: «بلْ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ابْعَثْ هَذَا
النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ لِنَتَّبِعَهُ وَنَقْتُلَ هَؤُلاَءِ مَعَهُ». هذا
دعاؤهم: اللهم ابعث هذا النبي الأمي، ﴿ٱلنَّبِيَّ
ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾ [الأعراف: 157]
لنقاتل معه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد